الحراك الإخباري - بداية التفاؤل في ليبيا بعد تدخل الجزائر و تونس و مصر

بداية التفاؤل في ليبيا بعد تدخل الجزائر و تونس و مصر

منذ يوم|الأخبار



بقلم الدكتور جاب الله جمال الدين 

دبلوماسي سابق 


انتهي اجتماع آلية التشاور لدول الجوار الليبي الثلاثة (الجزائر ومصر وتونس) اليوم السبت بالقاهرة، و تعد هذه المحاولة من دول الجوار الليبي فرصة ثمينة لحلحلة الوضع و الخروج من الانسداد السياسي و الامني في هذا البلد الشقيق. 

و ما يزيد فرص نجاح مساعي الدول الثلاثة قناعتها بان حل المشكلة السياسية والامنية في لبييا يقع على عاتقها بحكم موقعها الجغرافي والروابط التاريخية التي تجمعها مع ليبيا وشعبها. وان أمن ليبيا واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الامن القومي للجزائر ومصر وتونس. كما ان أي انزلاق لا قدر الله في ليبيا ستكون له تداعيات كبيرة على دول الجوار الثلاثة. والجزائر ومصر وتونس تعلم جيدا الدول الاجنبية التي تعبث في ليبيا وتريد الاستحواذ واستغلال مقدرات الشعب في ظل ارهاصات نظام دولي جديد يعيد تقسيم مناطق النفوذ على مستوى العالم بهدف نهب خيرات الشعوب. ولا يهمها استقرار ليبيا وشعبها لا من بعيد او من قريب. و من هنا فإن الفرقاء الليبين عليهم مسؤولية تاريخية امام شعبهم. اما العمل بجد على إخراجه من الوضع المأسوي القائم وترك الخلافات الشخصية والانية جانبا والتفكير في مستقبل ليبيا وان ليبيا تسع الجميع ولا مجال فيها للتهميش والاقصاء وإن الاعتماد على الاجانب والاستقواء بهم على حساب أطراف اخرى ليبية هو مغامرة لن تخدم ليبيا وشعبها اطلاقا وليعلم هؤلاء إن الدول الاجنبية ليست لها عهود ولا مواثيق بل همهم الوحيد ابقاء ليبيا على وضعها الحالي ونهب خيراتها.

و لهذا تحاول اليوم الجزائر ومصر وتونس على تحريك الحوار الوطني الليبي الليبي لما للدول الثلاثة من علاقات قوية تجمعها مع مكونات المجتمع الليبي والدول الثلاثة لها قدرة خاصة على التأثير في المشهد الليبي لا تملكها الدول الاجنبية. 

وما اجتماع اليوم بالقاهرة إلا البداية على عزم الدول الثلاثة في وضع خريطة طريق لمسار سياسي ينتهي بتوافق ليبي على متطلبات المرحلة المقبلة وصولا الى انتخابات تمكن الشعب الليبي من الاختيار الحر والشفاف والنزيه لمن يحكمه والتخلص من جميع انواع التدخلات الاجنبية في الشان الليبي والتواجد الاجنبي العسكري في لبييا.

وهنا أود الاشارة إلى أن الشعب الليبي يعرف حق المعرفة الدول الاجنبية التي تعمل جاهدة لتأجيج الصراع وتغليب طرف ليبي على طرف ليبي آخر كما يعلم الشعب الليبي أن الدول الاجنبية التي تعبث في ليبيا اليوم لم تكن لهم اية علاقات تذكر في الماضي مع الشعب الليبي. 

أما بخصوص البيان المشترك الصادر اليوم عن آلية التشاور لدول الجوار الليبي الثلاثة الجزائر ومصر وتونس فان ارسال نسخة منه الى الاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي والجامعة العربية والاتحاد الاوروبي أمر نراه في غاية الاهمية ليعلم الجميع أن الدول الثلاثة جادة في مسعاها لاخراج ليبيا من محنتها وان اي تدخل اجنبي مستقبلا سيتم فضحه وفضح نواياه الخفية.

تاريخ May 31, 2025