الحراك الإخباري - نتائج صادمة في " البيام" بعدد من الولايات ..ازمة تربوية ..المسؤولية فيها مشتركة ....و الحلول بعيدا عن التأنيب و التهويل

نتائج صادمة في " البيام" بعدد من الولايات ..ازمة تربوية ..المسؤولية فيها مشتركة ....و الحلول بعيدا عن التأنيب و التهويل

منذ 16 ساعة|الأخبار



احدثت النتائج الكارثة لنتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط ، في بعض الولايات صدمة منقطعة النظير، وسط المتابعين و حتى رواد مواقع التواصل الاجتماعي....متوسطات بنسبة نجاح ب0 بالمائة، و أخرى بمعدلات " هزيلة"، تطرح اكثر من سؤال حول طبيعة الأسباب الحقيقية و المشتركة بين هذه المؤسسات، التي أدت الى هذا الاخفاق، بعيدا عن التأنيب و التهويل.

وزير التربية، محمد صغير سعداوي، لم يتستر على هذه النتائج، لكنه فضل عدم صب الزيت على النار، و تأنيب مديري التربية و مديري المتوسطات في هذه الولايات، بل طالبهم بدلا من ذلك، ببذل مزيد من الجهد لتحسين المستوى و الالتحاق بركب الولايات المتقدمة.

و لان الكارثة مست المنظومة التربوية، و سيكون لها أثر سيئ جدا، على المسار الدراسي لتلاميذ المتوسطات المعنية، أمر وزير التربية، المفتشية العامة في الوزارة، و المديرية العام للتعليم، بالتحقيق في أسباب هذه النتائج، تحت اشرافه شخصيا، بعيدا عن التهويل، قصد تدارك الامر، و معالجة سبب هذا المستوى. 

***الناشط التربوي يوسف رمضاني..الإصلاح التربوي الحقيقي يبدأ من تشخيص الواقع الميداني

و قال الناشط التربوي، يوسف رمضاني، في تعليقه على هذه النتائج، بان تصريحات وزير التربية ، محمد صغير سعداوي، بخصوص تقييم نتائج الامتحانات الرسمية، لا سيما شهادة التعليم المتوسط لدورة 2025، محمّلة بدلالات تربوية عميقة، تتطلب من الفاعلين في الميدان التربوي ، التفاعل معها بموضوعية ومسؤولية.

و اضاف، بان الوزير، اكد من خلال قراءته الأوّلية للنتائج، أنّ هناك ولايات ومؤسسات تربوية استطاعت تحقيق نتائج إيجابية وممتازة، ما يجعل منها نماذج يُحتذى بها في التخطيط والتنفيذ والمتابعة التربوية. وهو تصريح يعكس ، وجود ممارسات بيداغوجية فعالة، وإدارة مدرسية راشدة، وكفاءات تعليمية قادرة على خلق مناخ تحصيلي محفّز داخل المؤسسات التربوية.

لكن، وفي المقابل، لم يخف الوزير قلقه، حيال نتائج بعض الولايات، خصوصاً الجنوبية منها، والتي سجّلت نتائج ضعيفة، بل مقلقة في بعض الحالات، وهي وضعية تستدعي من الجميع وقفة تقييم معمّق وتدخّلاً تربوياً عاجلاً وشاملاً.

وقد أحسن الوزير، حسبه، حين كلّف المفتشية العامة للتربية الوطنية والمديرية العامة للتعليم، وتحت إشرافه المباشر، بدراسة هذه الوضعية ميدانياً خلال الندوة الوطنية، وهي خطوة تدل على إدراك دقيق لحجم التحديات وعلى الإرادة الحقيقية لمعالجة مواطن الخلل.

وبصفته أحد المتابعين للشأن التربوي، عبر محدثنا، عن انشغاله العميق حيال هذه النتائج المتباينة، والتي تكشف عن وجود فجوة واضحة في الأداء التربوي بين مناطق الوطن. فأن تُسجّل مؤسسات معدلات نجاح عالية بالاعتماد على التعليم النظامي داخل القسم، بينما تعجز مؤسسات أخرى – وفي بعض الأحيان بأكملها – عن إنجاح تلميذ واحد، لهو مؤشر يدعو إلى وقفة حازمة أمام أسباب هذا التفاوت.

فمنّ من أبرز العوامل التي تكون ، قد أسهمت في تراجع النتائج في بعض المؤسسات ، وخاصة في بعض الولايات الجنوبية، النقص الحاد في التأطير البيداغوجي، سواء من حيث عدد الأساتذة المؤهلين، أو من حيث الاستقرار المهني للكفاءات الموجودة، إذ تعاني العديد من المؤسسات من تنقلات متكررة للأساتذة أو التوظيف المؤقت، مما يؤثر سلباً على سير العملية التعليمية.

اضافة الى الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية ، التي تعاني منها بعض الأسر في المناطق الجنوبية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسب الغيابات والتسرب المدرسي، وضعف التتبع الأسري، وهي عوامل لها تأثير مباشر على النتائج التعليمية.

كما يتعلق الامر، في بعض الأحيان، يضيف محدثنا، بغياب الدعم المدرسي الموازي الممنهج، من خلال دروس استدراكية منظمة من طرف المؤسسات نفسها، مقابل الاعتماد المفرط ، في بعض المناطق، على الدروس الخصوصية، والتي قد لا تتوفر في المناطق النائية لأسباب لوجستية واجتماعية.

و تحدث ايضا، الناشط يوسف رمضاني، عن ضعف التكوين المستمر، للأساتذة في بعض الجهات، وعدم توفير فضاءات كافية لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الأساتذة والمؤطرين، الأمر الذي يحرم بعض المؤسسات من تطوير استراتيجيات فعالة في التدريس والتقييم.

 و في اعتقاده ، فان الوصول إلى مرحلة تُسجّل فيها مؤسسات صفر بالمائة كنسبة نجاح، ليس مجرد رقم صادم، بل هو تعبير عن أزمة تربوية داخلية ، تتطلب تفعيل مقاربة شاملة ، تقوم على تشخيص ميداني دقيق، وتدخل بيداغوجي مستدام، وتفعيل أدوار جميع الفاعلين التربويين محلياً ووطنياً.

و بصفة عامة، فان التحديات المطروحة على المنظومة التربوية في الجزائر ، يضيف، تستوجب اليوم أكثر من أي وقت مضى، تبنّي سياسة التقييم التربوي الجاد، مع العمل الجدّي على رفع أداء المؤسسات المتعثرة، "... فالإصلاح التربوي الحقيقي يبدأ من تشخيص الواقع الميداني، والانطلاق منه لإرساء تعليم وطني شامل وعادل وفعّال..".


سيد علي مدني

تاريخ Jul 2, 2025